ليلى والذئب: قصة من منظور الذئب
جلستُ في أعماق غابتي الهادئة، حيث تتراقص أشعة الشمس بين الأشجار، كما اعتدت كل يوم. الجميع يعتقد أنني الذئب الشرير، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. أنا ذئب، نعم، لكنني أيضًا كائن يعيش في هذا المكان الذي يعاني من تقلص مساحته بسبب البشر.
في أحد الأيام، لاحظت فتاة صغيرة ترتدي رداءً أحمر زاهي. كانت تمشي وحدها، تحمل سلة مليئة بالمأكولات. تساءلت في نفسي: كيف تجرؤ على السير في هذا المكان المليء بالمخاطر؟ ألا يدرك والداها أن الغابة ليست آمنة للأطفال؟
اقتربت منها بهدوء، محاولًا تحذيرها عن المخاطر. "إلى أين تذهبين، أيتها الطفلة؟" سألتها بلطف.
"أنا ذاهبة إلى بيت جدتي"، أجابت ببراءة. "إنها مريضة وأحمل لها بعض الطعام."
حاولت أن أوضح لها المخاطر، لكنها كانت مصممة على المضي قدمًا. قررت أن أسرع إليها إلى منزل جدتها لأضمن سلامة الطريق. لكن للأسف، فُهمت نواياي بشكل خاطئ.
عندما وصلت إلى كوخ الجدة، وجدت الباب مفتوحًا. دخلت لأتحقق من كل شيء، لكن الجدة صرخت عندما رأتني. حاولت أن أهدئها، لكن دون جدوى.
وعندما ظهرت ليلى، زادت الأمور تعقيدًا. اعتقدت أنني أريد إيذاءها وجدتها، في حين أنني كنت أرغب في حمايتهما. وفي تلك الأثناء، جاء الصياد مسرعًا، وكالعادة، لم يُستمع إلى وجهة نظري.
منذ ذلك الحين، أعيش مع وصمة "الذئب الشرير"، رغم أنني لم أسعَ إلا لفعل الخير. ربما كان ينبغي لي أن أترك الأمور كما هي، لكن قلبي لم يسمح لي برؤية طفلة صغيرة تتجول بمفردها في الغابة المليئة بالمخاطر.
هكذا تتشكل قصتي الحقيقية، قصة ذئب حاول فعل الصواب ولكن العالم لم يفهمه. آمل أن يأتي يوم يدرك فيه الناس أن المظاهر قد تكون خادعة، وأن لكل قصة وجهين.